حدوتة
الكتكوت كتاكيتو المشاغب والغراب الجائع
الصباح ، تراقب أبناءها الكتاكيت
الصغار ، وهم يتناولون طعام
الإفطار، وابتسمت في سعادة ،
وهم ياكلون في أدب ونظام
ولا يتشاجرون أو يختلفون .
وأخذت ترشدهم إلى أساليب *
تناول الطعام الصحيحة ، وهي تقول :
- لا تتحدثوا ومناقيركم مملوء
بالطعام .. فليأكل كل واحد مما أمامه فقط
لا يأخذ أحدكم طعام شقيقه .
ظهر عليها الغضب
وهي تصيح :
( كتاكيتو)
ماذا تفعل؟
الطعام معهم ، وراح لعب ولهو في المكان ، أو يراقب
بعض العصافير والطيور ، وهي تطير في السماء ، وتهبط
تلتقط الحبوب من الأرض ، ويناديها ، ويداعبها ، وقد
انشغل بها تماما عن الطعام، وعندما صاحت فيه أمه ،
التفت إليها وقال :
- ماذا تريدين يا أمي ؟
قالت أمه في غضب :
لماذا لا تتناول الطعام مع إخوتك ؟
أجابها (كتاكيتو ):
- أريد أن ألعب مع الطيور .
قالت له أمه :
- هذا ليس وقت اللعب واللهو .. تناول طعام الإفطار
أولا مع إخوتك ، والعب فيما بعد .
- أريد أن ألعب الآن ، واكل فيما بعد .
هزت الام رأسها ، وهي تقول :
.خطأ .. كل شيء له وقته .. للطعام وقت وللعب وقت .
.. تناول طعام الإفطار أولا .
لم يعجب هذا ( كتاكيتو ) : فعاد يتظاهر بتناول الطعام ،
ولكنه كان في الحقيقة مشغولا عنه بمراقبة الطيور ، والرغبة
في اللعب معها ، فلم يأكل شيا .
بعد انتهاء موعد تناول الطعام ، قال الصغاز لأمهم :
- نريد أن نلعب قليلا
ابتسمت الدجاجه ( كاك )، وقالت:
- اذهبوا والعبوا، ما دمتم قد
تناولتم طعام الإفطار .
فرح الصغار وتصايحوا ، وانطلقوا يلهون ويلعبون مع
بعضهم .
ما عدا ( كتاكيتو )
لقد انشغل لحظات بمراقبة عصفور صغير ، يطير متنقلا
من غصن إلى غصن، وأخذ (كتاكيتو ) يجرى وراء
العصفور ، ليراقبه في أثناء طيرانه ، وهو يصيح به :
- تعال لتلعب معي يا صديقي العصفور .. تعال .
وابتعد ( كتاكيتو) كثيرا عن أمه وإخوته ، حتى وصل إلى
الغابة .
وفي الغابة ، كان الغراب الأسود ( غرابو ) يقف فوق
غصن شجرة عالية كبيرة، وهو يقول
لصديقته البومة ( بوم بوم ) في غضب :
- ماذا حدث في الغابة ؟ .. لماذا لم يعد
هناك من يثق بنا ؟ .. أين الطيور
والحيواناث الصغيرة .. أنا
جائع .
لم ترد ( بوم بوم ) ، لأنها كانت مستغرقة في النوم ، على
الرغم من هيئتها، التي لا توحي بذلك ، فتابع ( غرابو)
حديثة ، وهو يظن أنها تسمعه :
- إننا نجلس هنا منذ أكثر من ساعتين ، وندغو كل
عصفور يمر بنا لزيارتنا ، ولكن الجميع يخشون الاقتراب
منا .. هل تعرفين لماذا ؟
انتظر جوابها ، ولكنها تأخرت كثيرا في الرد ، فالتفت
إليها ، وصاح في وجهها :
هل تعرفين لماذا ؟
انتفضت بوم بوم ) ، وارتبكت ، ووقعت فوق الغصن ،
ثم اعتدلت وهي تقول بسرعة :
- بالطبع .. بالتأكيد .. هذا عظيم جدا .
قال ( غرابو ) في غضب :
ما هو العظيم جدا ؟
فركت عينيها ، وهي تقول :
كل ما قلته أنت عظيم
.. أليس كذلك ؟
صاح فيها غاضبا :
أنا لم أقل شيئا . لقد سألتك فقط.. لماذا
تخشى كل العصافير الإقتراب منا ؟
ارتبگت وهي تقول :
- بالطبع بالطبع .. لقد سمعثك ..
قال بصوت غاضب :
ما رأيك إذن ؟
هزت (بوم بوم) رأسها لتستيقظ ، وهى تقول :
ما يخشون أن تأكلهم ، مثلما فعلت من قبل مع ال .
فركت عينيها ، وهي تقول :
كل ما قلته أنت عظيم
.. أليس كذلك ؟
صاح فيها غاضبا :
أنا لم أقل شيئا . لقد سألتك فقط.. لماذا
تخشى كل العصافير الإقتراب منا ؟
ارتبگت وهي تقول :
- بالطبع بالطبع .. لقد سمعثك ..
قال بصوت غاضب :
ما رأيك إذن ؟
هزت (بوم بوم) رأسها لتستيقظ ، وهى تقول :
ما يخشون أن تأكلهم ، مثلما فعلت من قبل مع ال .
قاطعها في سرعة وغضب
لا تقولي هذا .. إني أجيد التعامل
مع العصافير الصديقة
ثم ابتسم في خبث ، وهو يقول :
على الرغم من أني أستخدم معهم أفضل أنواع التوابل ،
وأكلهم مستخدما الشوكة والسكين .
وتنهد قائلا :
- ولكن لم يعد هناك خير في الدنيا .. أليس كذلك ؟
لم يسمع جوابا من ( بوم بوم ) ، التي عادث تستغرق في
النوم ، فالتفت إليها ، وصاح في وجهها :
- أليس كذلك ؟
قفزت مذعورة ، واستيقظت من نومها ، وهتفت :
. بالطبع .. بالتأكيد .. هذا عظيم جدا .
قال (غرابو في غضب :
لا تقولي هذا .. إني أجيد التعامل
مع العصافير الصديقة
ثم ابتسم في خبث ، وهو يقول :
على الرغم من أني أستخدم معهم أفضل أنواع التوابل ،
وأكلهم مستخدما الشوكة والسكين .
وتنهد قائلا :
- ولكن لم يعد هناك خير في الدنيا .. أليس كذلك ؟
لم يسمع جوابا من ( بوم بوم ) ، التي عادث تستغرق في
النوم ، فالتفت إليها ، وصاح في وجهها :
- أليس كذلك ؟
قفزت مذعورة ، واستيقظت من نومها ، وهتفت :
. بالطبع .. بالتأكيد .. هذا عظيم جدا .
قال (غرابو في غضب :
قالت في تعب:
إنني أستيقظ طوال الليل ، وأنت نائم .
بدا عليه الغضب والضيق ، فعاد يقف فوق الغصن
الكبير ، ليراقب الغابة الواسعة .
وفجأة ، وقع بصره على ( كتاكيتو )، الذي ضل
طريقه ، وراح يسير في المكان على غير هدى ، فهتف
في سعادة :
- (بوم بوم ) .. انظرى . لقد عثرنا على طعام .
فتحت عينيها في صعوبة ، وهى تقول :
- حقا ؟!
سألها في لهفة :
- ما رأيك في الكتاكيت
المشوية ؟
إنني أستيقظ طوال الليل ، وأنت نائم .
بدا عليه الغضب والضيق ، فعاد يقف فوق الغصن
الكبير ، ليراقب الغابة الواسعة .
وفجأة ، وقع بصره على ( كتاكيتو )، الذي ضل
طريقه ، وراح يسير في المكان على غير هدى ، فهتف
في سعادة :
- (بوم بوم ) .. انظرى . لقد عثرنا على طعام .
فتحت عينيها في صعوبة ، وهى تقول :
- حقا ؟!
سألها في لهفة :
- ما رأيك في الكتاكيت
المشوية ؟
قالث في ملل وتكاسل، وهي تغلق عينيها مرة اخرى
- انني أفضل الفئران .
صاح بها غاضبا :
- استيقظي .. ليس هذا وقت النوم .
فتحت عينيها بسرعة ، وقالت :
- أنا مستيقظة .. من قال إني نايمة .. إنك تتحدث
عن اليمام المسلوق .. أليس كذلك ؟
قال في حده :
- بل عن الكتاكيت المشوية .. ولكن دعينا من
هذا، واستعدی لتناول الطعام .. سأخضر كتكوئا بغد
لحظات .
طار من فوق الغصن ، والقض على ( كتاكيتو ).
وفي هذه اللحظة، كان
كتاكيتو) يبکی ، وهو يقول ؟
- أين أنت يا أمي ؟ أين أنتم يا
اخوتی ؟
وفجأة ، وجد ( غرابو)
انقض عليه من أعلی،
فصرخ وهو يجرى :
هذا الطائر يريد اختطافی
لم يستطع أن يجرى لأكثر من
مترين ، ثم لهث في شدة ، واحتبسث
أنفاسه، فلحق به ( غرابو ) وأمسكه
بمخالبه ، وهو يقول :
- وقعت أيها الكتكوث الضعيف .
أنت طعامي اليوم .
وصرخ (كتاكيتو ) في ترغب ، وهو يبکی
- النجدة يا أمي .. النجدة يا أبي
ولكن (غرابو) صعد به إلى الشجرة ،
وقال لمساعدتة ( بوم بوم ):
- استعدی .. سنأكل اليوم كتكوئا مشويا
وفي نفس الوقت ، كانت الدجاج
( كاك ) قد انتبهت لغياب
اینها ، وصاحث مذعورة :
- ( كتاكيتو ) .. أين أنت
یا ( كتاكيتو ) ؟
بحثت عنه في المنطقة ، ولكنها لم تعثر له على أثر،
فامتلأت نفسها بالخوف ، وأسرعت إلى صديقها عم
(صقور)، وهي تبكي وتقول
- عم ( صقور ) .. لقد اختفى (كتاكيتو)
ارتدی عم (صقور) منظارة ، وتطلع إليها طويلا، قبل أن
يقول :
- آه .. أنت الدجاجة (كاك ) .. أليس كذلك؟.. لماذا
تبكين ؟ وكيف اختفى (كتاكيتو ) ؟.. هل عثر على طاقية
الإخفاء ؟
أجابة الدجاجة (كاك ) باكية :
كان يلعب
وحدة ، ثم بحث عنه
فلم أجده ، وأخشی
أن يكون قد دخل
إلى الغابة وضل
طريقة فيها
تنحنح عم (صقور) ، وقال :
- لا تخافي .. سأذهب للبحث عنه .
وفرد جناحيه، فتصاعدث منهما
الأترية ، مما جعله يقول في خجل :
- أنت تعلمين أنني لا أطير إلا نادرا .. احم..
ولكني مازلت قويا
ورفرف بجناحيه ، وانطلق يبحث عن ( كتاكيتو )..
أما (غرابو )، فقد استعد، وأعد طبقه المفضل ،
وتوابله ، وشوكته وسكينه، وهو يقول في لهفة :
- ما رأيك يا (بوم بوم).. هل نشويه بريشيه ،
أم ننزع الريش أولا ؟!
قالت (بوم بوم)، وهي تقاوم النوم :
- لا تخافي .. سأذهب للبحث عنه .
وفرد جناحيه، فتصاعدث منهما
الأترية ، مما جعله يقول في خجل :
- أنت تعلمين أنني لا أطير إلا نادرا .. احم..
ولكني مازلت قويا
ورفرف بجناحيه ، وانطلق يبحث عن ( كتاكيتو )..
أما (غرابو )، فقد استعد، وأعد طبقه المفضل ،
وتوابله ، وشوكته وسكينه، وهو يقول في لهفة :
- ما رأيك يا (بوم بوم).. هل نشويه بريشيه ،
أم ننزع الريش أولا ؟!
قالت (بوم بوم)، وهي تقاوم النوم :
إنني أفضل أن تسلقه .
هتف بهما ( كتاكيتو ):
- عندي اقتراح أفضل ، لماذا لا تترگانی أعود إلى
أمي وإخوتي؟.. إنهم سيحزنون كثيرا، أو أنكم
شويتموني أو سلقتمونی ، فهم يريدونني كما أنا ..حيا ارزق .
ضحك (غرابو ) ، وقال :
- ولماذا لم تبق معهم ؟.. مادمت هنا ، فسنأكلك بالطريقة
التي تخلو لنا
ثم أشعل النار بالفعل، وهو يقول :
- ولكن لا تخف .. سنشويك بسرعة .
صاح (كتاكيتو ) :
- .. لا تفعلا .. أريد أمي وإخوتي .. دعاني أعود
إليهم .. النجدة .. النجدة .
ولكن ( غرابو ) حمله ليضعه في النار، وهو يقول :
لا فائدة .. لا فائدة .. أنا جائع جدا ، وأنت طعامی .
وفجأة ، ظهر عم (صقور) في السماء ، وهو يقول :
- توقف یا (غرابو ) .. (كتاكيتو ) صدیقی ، ولن أسمح لك
بأكله .
وانقض (صقور) على (غرابو) و(بوم بوم) ، وراح
يضر بهما بمنقاره، وهما يصرخاني ويطيران و ( غرابو ) يصرځ
هذا ليس عدلا .. إنه طعامي .. أنت تسرق طعامی .
ولكن عم (صقور) ظل يضربهما ويطاردهما ، حتى ابتعدوا ،
ثم عاد إلى (كتاكيتو ) ، وسأله :
- هل أنت بخير ؟
هتف (كتاكيتو) في سعادة :
نعم يا عم (صقور) .. أنا بخير .. لقد
طاردنی (غرابو)، وحاولت أن أجرى،
ولكني تعبث، فأمسك بي، وكاد
يأكلني، لولا ظهورك الآن
هز عم (صقور) رأسه ، وارتدي نظارته
الطبيه ، وهو يقول :
- الواقع يا ( كتاكيتو ) أنك ارتكبت خطأين ، گانا
السبب فيما أصابك
ساله (كتاكيتو) في خجل :
- وما هما ؟
أجابه عم (صقور) في حكمة ووقار :
- إنك لم تتناول طعامك
جيدا ، والطعام هو الذي يمنحنا
القوة، والقدرة على الحركة
والنشاط وحسن التفكير، وعندما
انقض عليك ( غرابو ) ،
گان يمكنك أن تجرى وتبتعد عنه ، وتختبئ في أي مكان ، ولكنك
كنت ضعيفا ؛ بسبب عدم تناول الطعام، فتعبت بسرعة ،
واستطاع ( غرابو) اللحاق بك واختطافك
- نعم يا عم ( صفور ) .. لقد أخطأت بعدم تناول الطعام .
ابتسم عم ( صقور)، وقال
- وأخطأت أيضا ، عندما ابتعدت عن أمك واخوتك ،
وانشغلت باللعب ومراقبة الطيور، دون أن تنتبه إلى ما تذهب
إليه، حتى ضللت طريقك في الغابة
خفض ( كتاكيتو ) رأسه ، وقال في أسف
نعم يا عم ( صقور ) ... لقد أخطأث مرتين ، وأنا أعترف
بهذا
ابتسم (صقور)، وقال :
المهم ألا تكرر الخطأ
مرة ثانية يا ( كتاكيتو )
أما في الغابة ، فكان ( غرابو ) يقف فوق غصين آخر ، وهو
يتأوه في أليم، بسبب ضربا منقار (صقور )، ويقول في
غضب :
- ماذا نفعل الآن ؟.. لقد فقدنا الكتكوت أيضا ، وأنا جائع
للغاية ، وأحلم بالكتاكيت المشوية .. ولن يهدأ لی بال ، حتى
أستعيد ذلك الكتكوت ، وأشويه على نار هادئة .. أليس
كذلك ؟
لم يسمع جواب (بوم بوم)، في هذه المرة أيضا ، فالتفت
إليها صارخا :
أليس كذلك يا (بوم بوم)؟
انتفض في قوة، وقالت في سرعة :
عظيم جدا .
وعندما عاد عم (صقور) مع ( كتاكيتو)، استقبلت
الدجاجة ( كاك ) ابنها في لهفة وسعادة ، ولكنها عتبته قائلة :
- هل تعرف أنك أخطأت يا ( كتاكيتو )؟
أجابها ( كتاكيتو ) في خجل :
- نعم يا أمي ، أعلم أني أخطأث مرتين ، ولكني آسف ،
وأعدك بألا أكرر هذا الخطأ أبدا
سامحته أمه ، فأسرع ينضم إلى إخوته ، الذين استقبلوه في
فرح وسعادة ، ثم دعوة لتناول طعام الغداء معهم .